كاكتوس-الحمام

كاكتوس-الحمام الروماني قريبا جدا من ساحة عين السيدة العذراء في الناصرة، وراء العين من الناحية الجنوبية الغربية مباشرة تقريبا، يقع “كاكتوس”. 

مكان كاكتوس-الحمام الروماني – لم يكن السيدان الياس شاما وزوجته مارتينا الفرنسية، يتصوران عندما اشتريا عام 1993 حانوتا مغلقا  متهدمة اجزاء ويحتاج الى ترميمات حسبا الكثير من الحسابات لها، واستعدا افضل الاستعداد، لم يكونا يتصوران انهما انما اشتريا مساحة من حمام اثري قديم سيحتار العلماء في دائرة الاثار في تحديد هويته، حتى ترسو في النهاية على ان تاريخ بنائه وعمله انما يعود الى نحو المائة عام قبل الميلاد.

حكاية هذا الاكتشاف الذي سيربط صاحبي المحل بالبلاد ربطا محكما كما قالا، ابتدأت حينما شرع الياس شاما في الحفر استعدادا وتهيؤا لفتح المحل من اجل تحضيره للاستعمال. بعد فترة قصيرة جدا من البدء بالعمل ابتدا صاحب المحل يكتشف مواسير فخارية تمتد على جنبات المحل، وفيها ثقوب تبين فيما بعد انها انما كانت تستعمل لتسخين المياه بحيث يتصاعد منها البخار، وهو ما يعني ان المحل انما هو حمام اثري قديم.

الياس واصل الحفر حتى عام 2000، وكانت النتيجة انه واصل الحفر تحت المحل ايضا، ليتبين له بما لا يدع مجالا للشك، ان الحديث انما يدور حول حمام كان يمتد على 1300 متر، في المساحة الواقعة خلف العين، وان محله انما يقوم على مساحة محددة منه. 

كاكتوس-الحمام

مسؤولو دائرة الاثار اعتقدوا في البداية ان الحديث يدور حول حمام من الفترة التركية، تم بناؤه في القرن الثامن عشر، غير ان المسؤولين في هذه الدائرة عادوا ليقروا ان الحديث انما يدور حول حمام من الفترة الرومانية، بدليل ان ما تضمنه الحمام المكتشف حديثا من مواصفات انما تنطبق تمام الانطباق على مواصفات الحمامات التي تم بناؤها في تلك الفترة الموغلة في القدم، كما يقول علماء وباحثون اثريون في دراسات ومؤلفات لهم. 

يؤكد صاحب المحل الياس شاما هذا باشارة من يده الى حفر ٍ لشكل شجرة نخيل اثبتت هناك في احد الجنبات المكتشفة، توضح ان هذا الشكل هو شكل روماني مائة بالمائة، وهناك العديد من الاشارات اكدت ما قاله شاما، وكان ان اقر مسؤولو دائرة الاثار ان الحديث يدور بالفعل عن حمام روماني، يوجد فيه فرن كان يستعمل لتسخين المياه وتوزيعها عبر مواسير من الفخار الى انحاء مختلفة من الحمام.  

صاحب المحل الذي سيتحول الى مشروع سياحي فور الانتهاء من اجراء الترميمات فيه، يشير الى ارضية احدى غرف الحمام قائلا هذه الارضية مبلطة بشايش كرارة ايطالي قديم جدا. ما يشير الى ان الناصرة كانت قبل مائة عام من الميلاد بلدة كبيرة لها علاقات تجارية بايطاليا. 

اكتشاف هذا الحمام حوّل مشروع افتتاح محل، الى مشروع سياحي من الدرجة الاولى. صاحب المشروع كما قال اطلق عليه اسم كاكتوس/ الصبر، لانه من نزلة ام ايلي، وهي نزلة كان يكثر فيها الصبار حينما فكر باطلاق اسم الصبار على مشروعه، وجد هناك من يعترض. عندما اطلق عليه اسم كاكتوس لم يعترض احد. وهكذا كان.

لمعلوماتك، نستخدم ملفات تعريف الارتباط (cookies) على هذا الموقع لأغراض مختلفة كما هو مفصل في سياسة الخصوصية